لا تنطق جدران "كورنيش جاردن سيتي" بالكلمات، لكنها تهمس بحكايات "الخواجة شبرد" الذي وضع حجر الأساس لأسطورة بدأت من حي الأزبكية العتيق واستقرت على ضفاف النيل.
اليوم، يستعد فندق "شبرد" الأسطوري لارتداء حلته العالمية الجديدة بتوقيع سعودي وإدارة صينية، ليثبت للعالم أن "الذهب لا يصدأ"، وأن التاريخ حين يمتزج بالاستثمار الذكي، يولد "أيقونة" لا تُنافس.
من الرماد إلى النيل.. سيرة البقاء
لم يكن "شبرد" مجرد فندق، بل كان "غرفة عمليات" سياسية واستخباراتية عالمية. ففي أروقة فرعه القديم بالأزبكية، وتحديداً في "البار الطويل" الشهير، صيغت صفقات ورسمت سياسات بحضور ملوك وأمراء وضباط الجيش البريطاني.
ورغم أن "حريق القاهرة" في السبت الأسود (يناير 1952) التهم الفندق وحوله إلى رماد، إلا أن شبرد رفض الاندثار.
فبعد خمس سنوات فقط (1957)، وُلد من جديد في موقعه الحالي بجاردن سيتي، ليظل حارس النيل الأمين، حتى تقادم الزمن واستوجب الأمر "وقفة استثمارية" تعيده إلى مصاف القمة العالمية.
التحالف الثلاثي.. 90 مليون دولار لإعادة الصياغة
يعيش الفندق حالياً أكبر عملية "إعادة هيكلة وتطوير" في تاريخه، وفق معادلة استثمارية ذكية تجمع بين ثلاث أطراف:
المالك: الدولة المصرية (ممثلة في شركة إيجوث).
الممول والمطور: "مجموعة الشريف" السعودية، باستثمارات تتجاوز 90 مليون دولار.
المشغل: مجموعة "ماندارين أورينتال" الصينية.
بموجب العقد، تقوم "مجموعة الشريف" بتطوير وتشغيل الفندق لمدة 35 عاماً، مع نظام مشاركة في الأرباح بنسب متغيرة (69% للمجموعة و31% للدولة في العقد الأول)، على أن يعود الفندق بكامل تطويره وإدارته لحضن الدولة المصرية في نهاية المدة.
معايير الرفاهية الفائقة
المفاجأة الكبرى تكمن في هوية المشغل؛ إذ سيدخل الفندق حلبة المنافسة العالمية تحت اسم "ماندارين أورينتال شبرد القاهرة".
وتُعد هذه المجموعة المصنفة رقم (1) عالمياً في فئة "الفخامة الفائقة" (Ultra-Luxury)، مما يعني أن شبرد سينافس فنادق لندن وباريس ونيويورك من قلب القاهرة.
ملامح التطوير الشامل:
الهوية البصرية
تشرف المصممة الفرنسية الشهيرة "سيبيل دي مارجري" على التصميمات لضمان الحفاظ على الروح الكلاسيكية بلمسة عصرية.
التوسعات الإنشائية: إضافة مبنى ملحق بارتفاع 14 طابقاً.
الحلول الذكية: إنشاء جراج تحت الأرض مكون من 4 طوابق لحل أزمة التكدس المروري.
الرفاهية
حمام سباحة (Roof-top) بإطلالة بانورامية على النيل، منتجع صحي عالمي، ومطاعم تحت إشراف شيفات حائزين على "نجوم ميشلان".
أواخر 2026.. انتظار قص الشريط
لطالما كان الفندق ملهماً للأدباء؛ فخلدت ذكراه الكاتبة العالمية "أجاثا كريستي" في روايتها "البيت المائل"، حيث كان بيتها الثاني في القاهرة. ورغم تأجيل الافتتاح لضمان دقة التنفيذ، تشير التوقعات إلى أن أواخر عام 2026 ستشهد اللحظة الحاسمة لقص الشريط.
"شبرد" ليس مجرد مشروع فندقي، بل هو رسالة استثمارية تؤكد أن سحر القاهرة لا ينضب، وأن "عنقاء النيل" جاهزة للطيران من جديد في سماء الرفاهية العالمية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض